Admin Admin
عدد المساهمات : 400 نقاط : 45978 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 29/07/2012 العمر : 48 الموقع : https://yasssseeeen.ahlamontada.com
بطاقة الشخصية yasssseeeen: 1
| موضوع: موسيقى الشِعر الجمعة 19 أكتوبر - 12:38 | |
| (( عِلمُ العَروض ))
من الأهميةِ بمكان ،، أن يتعرَّف محبو الشِعر و عشاقه ، على موسيقاه ،، فالشِعر سواء كان بالفصحى أو باللهجةِ الدارجة ، هو لغة تحمل طاقة انفعالية مكثفة ، يريدُ بها الشاعر أن تعبر عما يحسه و يجيش في صدره من شعور ،، مستهدفاً التأثيرَ على المُتلقي إستماعاً أو قراءة ،، فيصطفي المعاني و التعبيرات ، مستخدماً بعفويةٍ ، جماليات البلاغة ، و دِلالات المعاني و الألفاظ ، بعيداً عن المعاني المباشرة ،، متوخياً الصِدق و التجديد في خِطابه الشعري ،،
و موسيقى الشِعر ،، هي ( قالبٌ ) يحتوي تلك المعاني ، و يمنحُ لها بُعداً جمالياً جديداً ،، يقوي المعنى ،، و يساعد على إبرازه ،، و يمنحُ للقصيدةِ أجواءها المُلائمة ،، بل و يسيطرُ على ( أذن ) المتلقي ، فيهتز وجدانه مع اهتزازات الإيقاع الموسيقي ،، حتى لو لم يكن يفقه في موسيقى الشِعر ، كما نهتز طرباً لأغنيةٍ لا ندري على أىِّ مقامٍ موسيقي كانت .
غير أن المتعةَ تتضاعفُ ، بمعرفة موسيقى الشِعر من بحورٍ و أوزان ،، و هي متعة جمالية ٌ لا يعرفها إلا هؤلاء الذين نالوا حظوة القدرةِ على تمييز البحور و الأوزان ، و ما لها من تأثير يختلفُ باختلاف البحر ، بل و باختلافِ ما يطرأ على البحر من تغييرات ،،
و النفس البشرية ، تطربُ بالفِطرةِ إلى الإيقاع الموسيقي ، الذي ينسربُُ إلى الوجدان مباشرةً ، دون أن يمُرَّ بحاجزىّ ( الوعى و الإدراك ) !!
و منتدانا ( سماعي ) يُعنى بالغناءِ و الموسيقى ،، و موسيقى الشِعر ، تصبُّ في نفس الإتجاه ، فيا مريدي النشوةِ و الطرب ، أيها ( المتسلطنون ) بأصيل الفنون و عذب الغناء ،، أدعوكم إلى أفقٍ جديدٍ من المتعةِ و الدهشةِ و الجمال ،، لا يعرفُ حلاوته إلا من ذاقـَهُ و انتشى به ،، فاطلقوا حواسكم طيوراً تجاه هذا الفن الذي يجعلُ من مُحِبي الشِعر عُشاقاً ،، و من العشاقِ مُتيَّمين ..
أدركُ مُسبقاً أن بعضَ المصطلحاتِ قد تكون جافةً و مُجَرَّدة ،، و أن بعضَ البحور قد تتداخلُ إيقاعاتها ،، و لذا ،، فسأتوخىَ بقدر المستطاع ،، تبسيط الدروس ،، و استخدام لغةٍ سلسة غير جامدة ،، مع البدءِ بالبحور البسيطة ذات التفعيلة الواحدة ،،
و لكم أن تستفسروا ما شئتم ،، وأتمنى من الله أن يعينني على التوضيح ..
[center]نشأة عِلم العَروض يُحكى أن عالماً إسمه الخليل بن أحمد الفراهيدي ( ولد سنة 100 هجرية ) ، كان مشغولاً بأبياتٍ من الشِعر ، حين مَرَّ بسوق النحاسين الذين يطرقون الأواني ، فاستوقفته تلك الطرقات المتتالية ( تك / تك / تك / تك ) ،،و جايز كانت ( بُم /بُم / بُم / بُم ) ،، و ربما كانت ( تِن / تِن / تِن / تِن ) ،،المهم ،، جذبت انتباهه تلك الدقات المتتالية و المتساوية ،، فقال لنفسه : هذه الطرقات ، هي حركة ثم سكون ،، حركة ثم سكون ،، حركة ثم سكون و كذلك الشِعر الذي يدورُ في رأسي ،، هو حركة ثم سكون ،، أو حركات ثم سكون !!إعتقادي الشخصي ،، أنه راح ( كافي على الخبَر ماجور ) ، و عادَ إلى بيته طائراً من السعادة لهذا الإكتشاف ،، و ربما دعا زوجته إلى ذبح دَكر بط بهذه المناسبة السعيدة إذن صاحبنا أدرك أن الشِعرَ هو حركات و سكنات ،، فأخذ يتناول كافة القصائد ،،و ينطقها صحيحة ً ،، و يحول النطق إلى حركاتٍ و سكنات ،، حتى استقامَ له العلمُ كاملاً ،، و دخل التاريخ من أوسع أبوابه ! الإيقاع الكلام قبل أن يكون مكتوباً ، فهو منطوقٌ و مسموع ،، حتى عندما نطالع كلاماً مكتوباً ،، فإن الوَعى يحوله إلى صوتٍ في المُخيِّلة ،، فالكلام هو صوت ،، و الصوت ، يتكون من إيقاع له ذبذات مختلفة ،، و دعوني أتوقف هنا عند الإيقاع ..كل ما في الكون له إيقاع ، حركة النجوم و الكواكب ، نسمة الهواء ، تكات الساعة ،، دقات القلب ،، الخطوات ،، الخلية و الذرة و النواة ،، رفيف الأجنحة ،، تدفق المطر ،، و كذلك الصوت ،، و كل تلك الإيقاعات ، هي حركة في الزمن بمعنى ، أن أى حركة ، لابد أن تستغرقَ زمناً معيناً لأداء تلك الحركة ،،ايقاعات لا صوتية :كالضوء مثلاً ، يستغرق ثانيةً و احدة لكي يتحرك حوالي مسافة 300,000كمو شعاع الشمس يستغرق حوالى 8 دقائق في رحلته من الشمس إلى الأرض ،، إذن فليس هناك حركة بدون زمن ..إيقاعات صوتية :و نحن هنا ، بصددِ الظاهرة الصوتية للإيقاع ، حيث يخرج الكلام منطوقاً ، فتستقبله الأذن ، بما فيه من نبرات و تنغيمات و رنين ،، تـُحدِث تأثيراً نفسياً في المستمع ،،و ما إعجابنا بأم كلثوم و عبد الوهاب و فيروز و غيرهم ، إلا صدىً لتجلياتِ الإيقاع الصوتي ،، [/center] | |
|